منتديات الجزائر العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجزائر العربية

المنتدى يجب ان يكون اخضر
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

  الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هارون الرشيد
Admin



المساهمات : 549
تاريخ التسجيل : 30/03/2012
العمر : 27
الموقع : https://3arabia.ahlamontada.net/u1

 الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافه Empty
مُساهمةموضوع: الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافه    الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافه Emptyالسبت أبريل 14, 2012 6:29 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافها



من مجالات الدعوة القُرآنيَّة أيضًا دعوتُه إلى مَكارم الأخلاق
ومَعاليها، ووُجوب التحلِّي بها، ونعيه على المخالفين للفَضائل وأصولها،
وما ذلك إلا لكَوْن الأخلاق مِيزانًا شرعيًّا يُهذِّب الإنسانَ، ويَرقى به
إلى مَدارج الإنسانيَّة الفاضلة.



معنى الأخلاق وضرورتها:

ويُمكِننا تعريفُ الأخلاق بأنها: مجموعةٌ من المعاني والصِّفات
المستقرَّة في النَّفس، وفي ضوئها وميزانها يحسن الفعل في نظَر الإنسان أو
يقبح؛ ومن ثَمَّ يُقدم عليه أو يُحجم عنه.



ولهذا؛ كان المنهج السَّديد في إصلاح الناس وتقويم سُلوكهم، وتيسير
سُبل الحياة الطيِّبة لهم، أنْ يَبدَأ المصلحون بإصلاح النُّفوس بتزكيتها
وغرْس معاني الأخلاق الجيِّدة فيها؛ ولهذا أكَّد الإسلام على إصلاح
النُّفوس، وبيَّن أنَّ تغيير أحوال الناس من سعادةٍ وشَقاء، ويُسرٍ
وعُسرٍ، ورخاءٍ وضيقٍ، وطُمأنينةٍ وقلقٍ، وعِزٍّ وذُلٍّ، كلُّ ذلك ونحوه
تبعٌ لتغيير ما بأنفسهم من مَعانٍ وصفات[1].



قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].



إنَّ من أجلِّ الغايات التي تريد الرسالة الإسلاميَّة تحقيقها - تلك الغاية الإنسانيَّة السامية، وهي:

أنْ يكون للإنسان خُلقٌ كريمٌ، وسُلوكٌ نظيفٌ، يَلِيق بكرامته كإنسانٍ،
ويتَّفق مع ما خُلِقَ له من خِلافةٍ عن الله في الأرض، وهذه هي الغاية
التي حاوَلها الفلاسفة والعلماء والمصلحون عبْر قُرون مَضَتْ، ولم يبلغوا
فيها شأوًا، أو يَصِلوا إلى تحقيق هذا الأمل المنشود.



إنَّ عنايةَ الإسلام وحِرصَه على
تحقيق هذه الغاية الخُلقيَّة النبيلة يُقصَد بها: إيجاد عناصر قويَّة،
وأفراد صالحين؛ كي يستطيعوا أنْ يُسهِموا بقلوبهم وعُقولهم في ترقية
الحياة وإعلائها، وليكونوا أهلاً لجوار الله ورضوانه فيما وراء هذه الحياة.



إنَّ المثل الأعلى للأفراد: هو الشرف والنزاهة، والاستِعلاء على الهوى
والشَّهوة، وعرفان الحق والواجب، والاستمساك بأهداب الفضيلة، والاندِماج
في جوٍّ رُوحيٍّ خالصٍ بعيد عن نقائص المادَّة وشوائب الروح، والمثُل
العُلَى للجماعة: هي التعاون، والإيثار، والتضحية، وإنكار الذات،
والمحبَّة والمودَّة، والصدق والإخلاص، والأمانة، والوفاء، والتسامح،
وسلامة الصدر.



وتحقيق المثَل الأعلى في جانبَيْه يُثمِر الحياة الطيِّبة، ويحقق المجد والسيادة والقيادة، والتمكين في الأرض[2].



وهذا كلُّه من آثار الاستجابة الكاملة للدعوة القُرآنيَّة الهادية،
التي تأخُذ بالأفراد والجماعات إلى المثاليَّة الفاضلة في الإسلام، وفي
ذلك حديث النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنما بُعِثتُ لأُتمِّم
مَكارم الأخلاق))؛ [رواه أحمد والحاكم].



وقد اكتسب النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أخلاقه ومَكارمها من
الدعوة القُرآنية إليها، وإلى التخلُّق بها؛ حتى كان خلقُه القُرآن، وحتى
مدَحَه ربُّه سبحانه بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].



المنهج الأخلاقي في القُرآن:

لقد كثُرت الآيات القُرآنيَّة المتعلِّقة بموضوع الأخلاق؛ أمرًا
بالجيِّد منها، ومدحًا للمتَّصفين بها، ومع المدح الثَّوابُ، ونهيًا عن
الرَّديء منها، وذم المتَّصفين بها، ومع الذم العقابُ، وكذا السُّنَّة
النبويَّة؛ ولكنَّها ليست محور حديثنا كما أشرت من قبل، إنما محور الكلام
كله مع القُرآن وآياته، وإليك هذه الجملة الطيِّبة من الأمثلة الأخلاقيَّة
في القُرآن والدعوة إلى حُسنها، وذم قبيحها:

1- الوفاء بالعهد:

قوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 34].



وقوله سبحانه: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ ﴾ [المائدة: 1].



وقوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ﴾ [المعارج: 32].



2- النهي عن القول بغير علم:

قوله تعالى: ﴿ وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ﴾ [الإسراء: 36].



وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ
الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ
الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا
يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].



3- النهي عن مشية التَّبختُر والتمايُل كما يفعَل المتكبِّرون:

قال تعالى: ﴿ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 37].



4- النهي عن الإسراف والتبذير والبخل والتقتير:

قال تعالى: ﴿ وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ
وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا * إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ
كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ﴾ [الإسراء: 26، 27].



وقوله تعالى: ﴿ وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا ﴾ [الإسراء: 29].



5- الأمر بالعدْل في جميع الأحوال وبالنسبة لجميع الناس حتى الكفَّار:

قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى ﴾ [الأنعام: 152].



وقال سبحانه: ﴿ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [المائدة: 8].



وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ
وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90].



وقوله تعالى: ﴿ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ ﴾ [الشورى: 15].



6- التعاوُن على البِرِّ والتَّقوى وما ينفعُ الناس، والنهي عن التعاوُن على البغي والعدوان:

قال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].



7- الظُّلم ظلمات يوم القيامة وعاقبته وخيمة؛ ومن أجل هذا نهى الإسلام عنه:

قال تعالى: ﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ﴾ [الشعراء: 227].



وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الأنعام: 21].



وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [البقرة: 229].



وقال تعالى: ﴿ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [البقرة: 270].



8- الصِّدق من عَلامات الإيمان وثمراته؛ ولهذا أمر الإسلام به:

قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ﴾ [التوبة: 119].



وقال سبحانه: ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا ﴾ [الإسراء: 80].



9- والكذب رذيلةٌ لا يَنال صاحبُها هداية الله، ويُثمِرُالنِّفاق في القلب؛ ولهذا نهى الإسلام عنه وحذَّر منه:

قال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ ﴾ [غافر: 28].



وقال تعالى: ﴿ فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى
يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا
كَانُوا يَكْذِبُونَ ﴾ [التوبة: 77].



10- إعلاء مقام الصَّبر عند المصيبة والرضا بالقضاء والقدر:

قال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ
وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ
مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *
أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ
هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157].



وقال - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].



وقال سبحانه: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ﴾ [الفرقان: 75].



11- ﴿ وجماع الأخلاق والفضائل في الدعوة القُرآنيَّة إليها يأتي في جملة آياتٍ: ﴾

منها: قوله - تعالى - في وصف المجتمع الإسلامي بالآداب الفاضلة: ﴿ يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ
يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ
يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا
تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ
الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ
بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ
بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا
فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحجرات: 11، 12].



ومنها أيضًا: في وصف المؤمنين الكاملين قوله تعالى: ﴿ قَدْ
أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ
لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ *
إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ
غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ
الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [المؤمنون: 1 - 11].



ومنها: قوله تعالى: ﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ
تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ
الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ
وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي
الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي
الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ
صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177].



ومنها: قوله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ قُلْ تَعَالَوْا
أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا
وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ
إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ
الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا
بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ
وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا
وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ
اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 151، 152].



ومنها كذلك: ما جاء في وصْف عِباد الرحمن وبَيان صِفاتهم وأخلاقهم قوله سبحانه: ﴿ وَعِبَادُ
الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا
خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا *
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا
لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا *
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ
النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ
وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ
سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ
تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا *
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ
مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ
يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ
رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ
وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ
بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ
فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا ﴾ [الفرقان: 63 - 76].



هذه بعض الآيات القُرآنيَّة العظيمة الهادية والداعية إلى التخلُّق
بكلِّ خُلُقٍ نبيل، وأدبٍ كامل؛ والقُرآن مملوءٌ بعشَرات الآيات في هذا
الجانب الأخلاقي لمن تتبَّع واستقرأ ذلك بدقَّة.






[1] "أصول الدعوة"؛ د. عبدالكريم زيدان.


[2] "عناصر القوة في الإسلام"؛ السيد سابق.



الشيخ عاطف عبدالمعز الفيومي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3arabia.ahlamontada.net
 
الدعوة إلى مكارم الأخلاق والنهي عن سفسافه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  خطبة الجمعة: مكارم الأخلاق
»  خــطبة : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
» معالم المنهج السلفي في الدعوة والإصلاح
»  خـطبـة : الدعوة المحمدية في مكة وموقف الجاهلية منها
» أولويات الدعوة في منهج الأنبياء عليهم السلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجزائر العربية :: المنتديات الإسلامية :: الدعوة و الإرشاد-
انتقل الى: