السلام عليكم و رحمة الله
أمساكم الله بالمحبة و السرور .. و باقة ورد عطرة أنثرها في ربوع هذا الصرح الشامخ ..
تحية خاصة للمشرفين الأفاضل و النائب الطيب و المراقبة القديرة
أما بعد ..
موضوعي لليوم سبق و أن تتطرق له العديد من الإخوة الأفاضل ، لكن لم يكن بالبعد الأقوى و لا بالإحاطة الشمولية ..
سأحاول بفضل من الله أن أتطرق لكافة النقاط و أشير لمجمل الجوانب المرتبطة بهذا الموضوع المثير للجدل لأبعد الحدود...
سأستهل بالبداية بطرح السؤال الإشكالي الأبرز :
هل حين يجرد الحب الإنسان من كرامته يمكن إعتبار الأمر حقيقة أم وهم ؟
الحب هو أسمى شعور في الوجود ، و الكرامة أغلى ما يملكه الإنسان و كلاهما يشكلان أبرز ما يشغل تفكير آدم ..
ما دفعني بقوة لطرح الموضوع هو ما تلقيته من خواطر عواطفية ان صح التعبير من طرف بعض أصدقائي و الذين عانوا من مشاكل عاطفية وضعتهم بين كفتي الحب و الكرامة !
مثل هذه المواقف لن ننكر صعوبتها خصوصا إن كان الأمر مرتبطا بأبرز ما يمكن أن يوفر لنا السعادة في حياتنا !
( أنا أحبها بكل جوارحي رغم أنها لا تقدرني ولا تراعي مشاعري ، لكن لن أتنازل عن حبها ) .. فاجأني صديق لي بكلامه و إتضح لي أنه يعاني فعلا من هذه العلاقة المتأزمة..
( لم تعد تحبني و تغلق هاتفها ولا ترد على رسائلي و تخبرني أنها لم تعد تحبني لكنني لا أستطيع أن أتخلى عنها ) يقول الآخر عن خطيبته السابقة و هو يتجرع ألم علاقة فاشلة و غير متوافقة !
و غيرها من المداخلات التي لامستها من أشخاص فعلا تجردوا من كرامتهم و وضعوا نصب أعينهم حبا مستحيلا برأيهم القادر على إسعادهم ..
لن ننكر أننا حين نحب بقوة و نتأكد من صحة شعورنا فإننا لا نراعي في مجمل الأحيان كرامتنا و لا شيئا آخر من الأساس سوى تواجدنا مع من إختاره قلبنا ..
و من عاش تجربة حب حقيقية فإنه يعلم بقيمة هذا الأمر و لا ينكر وجوده ..
خصوصا أن الحب الحقيقي هو تضحية بكل غال و نفيس و لو تطلب الأمر كرامة الشخص ..!
سأصرح بوجهة نظري الخاصة في حالة معينة في هذا الصدد ، أنا برأيي أن أي علاقة حب ناجحة تطلبت التجرد من الكرامة في بعض المواقف فإني أرى ذلك إيجابي و ليس سلبي
لكوننا ضحينا بكرامتنا لأجل من يعنينا أمره و يعنيه أمرنا و ليس كأي شخص عادي ..!
هناك فرق بين أن نتقبل واقعا موجودا و أن نحاول أن نوهم أنفسنا بأمور الهدف منها رد الإعتبار لنا أو تلبيسنا قيمة وهمية لا صحة لها ..
و من يفضل كرامته و عدم التنازل عنها في سبيل حب حقيقي عاشه فإني أعتبره في موقف جهل في تلك اللحظة و سيعيش عذابا ليس سوى أنه لا يعرف معنى التضحية !
أعلم أن الموضوع سيشكل جدلا و تباين شاسع في الآراء لكن تظل لحظة الحقيقة شيئا بارزا و مهما للغاية من أجل أن نتقبله بصدر رحب و إيمانا بواقع حق ..
أخوكم / كريم ..