[center]~
كثـير منا وإن لم نقل كـلنا عـاش فترات عصـيبة من يأس وكآبة باصطدامه مع الدروس التي يلقنها لنا الزمن ، ومنا من تدارك الأمر وانقذ نفسه منها
وآخرٌ لم يسعفه الحظ فبقي جامدا مع نفسه منحطا بكل انهزام تضايقت عليه الأشياء وسلم زمام أموره دون أن يعاكس جهله بنور من اليقين يصبر به عند المصيبة ويجدد ثقته بنفسه .
مهمـا بلغت حدة الشعـور بالإكتئـاب ، فإنه يمكن السيطرة عليه مع الوقت وقليل من الجهد ، بل والعلاج إن استدعى الأمر .
وقد تطورت وسائل العلآج والتعامل مع الاكتئاب ، سواء من ناحية الدواء ( الاقراص ) او العلاج النفسي الذي يتحكم بنمط التفكير وكذا ردود الفعل ؛
نعلم أن الشعـور بالكآبة شعور مؤلم يستنفذ طاقة الفرد الوآحد ، ويسبب له الرجوع للخلف والهبوط والإحباط ..
لكن هذا الشعور يبقى قابلا للانفراج إذا بدأ بخطوات صغيرة نحو التغيير ، والبناء عليها خطوة بأخرى بثبات وصبر وكذا الأمل إن اقتضى الحال
دائما نشتكي من أنفسنا أو نخجل منها إثر هذا المرض والذي تتسطـّر عنه أغصان أخرى تحمل عللا نفسية تزيد الامر أشد قسوة على آدم
يلزم إذن أن نعالج الجرح في بداياته قبل تطوره وتسببه في جديد المشاكل النفسية ..
التعافي من الإكتـئاب بغض النظر عن استشارة أخصـائي ؛ يحتاج الى طاقة و يصعب جدا ايجادها اثناء هجمة الكآبة ،
وبمجرد التفكـير ببذل طـاقة يعتبر بحد ذاته مجهودا لمن يعانيها. الوضـع صعب حقا، لكنه ليس مستحيلا.
على غرار مـا أعلم من مسالك بسطية لحال أحسن والنفور من هذا الشعور ؛حين تضيق بك الامور، قد تميل نفسك إلى الانطواء والعزلة وتجنب الناس .
آدم !
خذ لك خطوات باتجاه الاختلاط لمن ترتاح إليهم عادة، ومن يبثون في نفسك السعـآدة والتفاءل ..
وقد تشعـر بالخجل من إكتئـابك أو ربما الخوف والحرص من ظهور علآمته لمن حولك
أو بعدم توفر طاقة كافية للمحادثة والمشاكة في أي شيء لكـن إعلم أن الانعـزال بالذات ما هو الا زيادة من كـآبتك ويغرقك في أعماق من افكارك السلبية.
تذكر ! مهمـا بلغ بك الضيق، لابد أن تقـاوم إغراء الهروب والانعزالية وعليك أن تجتهد وتُسبب في أمل البلوغ للمنى وما يتوجب تحقيقه لذواتنا،
قد يمتص الإكتـئاب طاقتك ، لكن لا تسمح له بأن يوقف حيـاتك ..
كن علـى يقين أن الكون يسير فـي مساره وتوجهه الطبيعي والمفترض له ، وأن الأحداث وإن بدت أنـها تسير على غير المطلوب من طـرفنا
إلا أنـها حتما وبدون معاكسة تسير وفق المكتوب المتمثل في حكمة الله عز وجل .
~
أنهي سطوري سـائلا الحق عز وجل أن يبث في نفوسنا ما يسعدها
وأن يبعد عنها كل ما يقلقها ويفسد أحوالها
تحيـآت أخوكم رضى الرحمان ،،