يتعامل المسلم الصادق مع إحوانه وأصدقائه من منطلق الحب في الله عملاًبقول الله تعالى : ( إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ) فهي إخوة مرتبطة بالإيمان. يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه (( ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار )). ومنهج التعامل مع الأصدقاء زاخر بالقيم والآداب والفضائل، من ذلك : - إظهار المحبة، والإعلان عنها لتقوية العلاقات، وتوثيق الصداقات.لقوا الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الترمذي و أبي داود (( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه )). - إفشاء السلام، لزيادة المحبة لما روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي اللع عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم )). - التعاون في الخير والناصرة على الحق. وهذا واجب من واجبات الأخ المسلم تجاه إخوانه وأصدقائه، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً )) رواه البخاري . - لا هجران للأصدقاء أكثر من ثلاثة أيام، إذا دعت الضرورة. فقد يقع شيء من الخلاف، أو عدم التوافق في حالة من نزوات الغضب، فيسارع المسلم الصادق إلى إصلاح ذات البين وإعادة صفاء الأخوّة وقوتها إلى ما كانت عليه، وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم(( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام )). وقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الهجران الطويل وعده من قبيل العدوان على الحياة فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد (( من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه )). - لا بغض ولا حسد لأصدقاء : لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : (( لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا إخواناً كما أمركم الله )). - يلقى المسلم أصدقاءه بالبشر والتراحب لقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم : (( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق )).- ومن شروط الصداقة الفاضلة، ينصح المسلم لإخوانه ويحب لهم من الخير ما يحب لنفسه.لما ورد في الحديث المتفق عليه (( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) ولا يمكن أن يحب له ما يحب لنفسه، إلا أذا كان محباً نصوحاً. - ومن حسن معاملة الأصدقاء عند المسلم، العفو عن زلاتهم، والرفق بهم، وعدم اغتيابهم، وإعطاؤهم حقوقهم، والدعاء لهم بظهر الغيب.