منتديات الجزائر العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الجزائر العربية

المنتدى يجب ان يكون اخضر
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 حذروا التسويف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هارون الرشيد
Admin



المساهمات : 549
تاريخ التسجيل : 30/03/2012
العمر : 26
الموقع : https://3arabia.ahlamontada.net/u1

حذروا التسويف Empty
مُساهمةموضوع: حذروا التسويف   حذروا التسويف Emptyالسبت أبريل 14, 2012 7:42 pm

بسم الله الرحمن الرحـــــــــــيم


السلآم عليكم ورحمة الله




احذروا التسويف


للدكتور: محمد بن لطفي الصبآغ











التسويف هو عدوُّ الإنسان الذي يريدُ الصَّلاح والارتقاء والتقدُّم، وهو سلاحٌ من أسلحة الشيطان يصرف به الناسَ عن الخير، ويقعُد بهم في زَوايا الخُمول.



يهمُّ المرء أنْ يعمل عملاً صالحًا يعودُ عليه بالخير في الدُّنيا والآخِرة، فيوسوس له الشيطان قائلاً: لماذا لا تؤجِّل هذا العمل إلى أوَّل الأسبوع؟ ويستَجِيب له الإنسان، ويأتي أوَّل الأسبوع ويشغل صاحبنا ولا يعمل شيئًا؛ فيضيع عليه ثوابُ ذلك العمل الصالح.



وتخطُر ببال طالب العلم فكرةٌ مهمَّة في شأنٍ من شُؤون العلم،
تخطُر بباله هذه الفكرة وهو مُستَلقٍ في الفراش، فيهمُّ بالقيام وكتابتها
ثم يتردَّد ويقول لنفسه: سأكتُبها غدًا في الصباح عندما أستيقظ، وتميلُ
نفسه إلى الراحة، فيخلد إلى ذلك، ويأتي الصباح ويُحاوِل أنْ يتذكَّر تلك
الفكرة فلا يجدُ لها في ذهنه أثرًا؛ ذلك لأنَّ الأفكار التي تخطر على
المرء إنْ لم يقيِّدها فورًا، ذهبت وطارت، وربما لا تعود.




ورحم الله ابنَ الجوزي الذي كان يُسارِع إلى تسجيل خواطره ويصيدها، وكان منها كتاب جميل ممتع هو "صيد الخاطر"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].



وذكَر
العلماء في ترجمة الإمام الجليل البخاري أنَّه كان يقومُ في الليلة
الواحدة من الفِراش بضْع عشرة مرَّة ليُسجِّل فكرةً خطَرتْ له، فيعمد إلى
إيقاد المصباح ويكتبها ويرجع إلى الكتب، وليس ذلك بالأمر اليسير في ذاك
الزمان؛ فإيقاد السِّراج يحتاجُ إلى جهدٍ وعَناء، أمَّا الآن فالأمر
ميسورٌ جدًّا؛ فلا يُكلِّف إيقادُ المصباح الكهربائي المرءَ إلا أنْ يضع
يدَه على زرٍّ ليشمل الضياء المكانَ الذي يقيمُ فيه.




وقد
يعزم المرء على قيام جزءٍ من الليل، يُناجِي فيه ربَّه، فتأبى نفسه
الانصياع لهذا العزم، وإنَّ النفس لأمَّارةٌ بالسوء إلا ما رحم الله،
فيستجيبُ لها ويقول: سأقومُ بعد أنْ آخُذ قسطًا من الراحة، فيغطُّ في نومٍ
عميق إلى الصباح، ويفوته خيرٌ كثير، وثواب جزيل.




قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133].



وقال - سبحانه -: ﴿ سَابِقُوا
إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ
وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ
﴾ [الحديد: 21].




نحن في سباقٍ مع الأجل والأشغال، والمرض والصوارف الكثيرة؛ فعلينا أنْ نغتَنِم الفرصةَ المتاحة لنا الآن، فما ندري هل تبقى مُتاحةً لنا؟!



يقول
رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اغتَنِم خمسًا قبل خمسٍ: حياتَك
قبل موتك، وصحَّتك قبل سقَمِك، وفَراغك قبل شُغلك، وشَبابك قبل هَرَمِك،
وغِناك قبل فَقرِك)).


وهو حديثٌ صحيحٌ رواه أحمد في "الزهد"، والحاكم والبيهقي وأبو نعيم.



ورُوِي
أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - ضرَب مثلاً يُبيِّن أمَل العبد البعيد
وأجله القريب؛ فرمى حَصاةً قريبًا، ورمى أخرى بعيدًا وقال: ((هل تَدرُون
ما مثل هذه وهذه؟))، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ((هذاك الأمل، وهذاك
الأجل))؛ رواه الترمذي (2870).




وجاء في "صحيح البخاري"
(6417) أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطَّ خطًّا مربعًا، وخطَّ
خطًّا في الوسط خارجًا منه، وخطَّ خططًا صِغارًا إلى هذا الذي في الوسط من
جانبه الذي في الوسط، فقال: ((هذا الإنسانُ، وهذا أجلُه محيطٌ به، وهذا
الذي هو خارجٌ أملُه، وهذه الخطط الصغار الأعراضُ؛ فإنْ أخطَأَه هذا نهشَه
هذا، وإنْ أخطَأه هذا نهشَه هذا)).




ولله دَرُّ القائل:




أَيُّهَا السَّكْرَانُ بِالْآ حذروا التسويف Icon
مَالِ قَدْ حَانَ الرَّحِيلْ حذروا التسويف Space

وَمَشِيبُ الرَّأْسِ وَالفَوْ حذروا التسويف Space
دَيْنِ لِلْمَوْتِ دَلِيلْ حذروا التسويف Space

فَانْتَبِهْ مِنْ رَقْدَةِ الغَفْ حذروا التسويف Space
لَةِ فَالْعُمْرُ قَلِيلْ حذروا التسويف Space

وَاطَّرِحْ (سَوْفَ) وَ(حَتَّى) حذروا التسويف Space
فَهُمَا دَاءٌ دَخِيلْ حذروا التسويف Space


وقد قيل:
لا تُؤجِّل عملَ اليوم إلى الغد؛ ذلك لأنَّ الإنسان يتعب إذا أدَّى
الواجبات اليوميَّة من شُؤون الدُّنيا والدِّين التي يجب أنْ يقوم بها، فكيف يجمع على نفسه عملَ يومين إذا هو أجَّل؟!




قال
بعض إخوة عمر بن عبدالعزيز - رضِي الله عنه - له: يا أمير المؤمنين، لو
ركبتَ فتروَّحتَ، فقال: مَن يجزي عنِّي عملَ ذلك اليوم؟ قال: تجزيه من
الغد، قال عمر: فدحني عملُ يومٍ واحد، فكيف إذا اجتَمَع عليَّ عملُ يومين؟!
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



وكذا
الطالب في مدرسته يتطلَّع إلى النجاح وإحراز التفوُّق في الامتحان،
ولكنَّه يُؤجِّل الدِّراسة ويقول: إنَّ موعد الامتحان بعيدٌ بعيدٌ، فلا
ضير عليَّ الآن أنْ أستَمتِعَ برؤية التلفاز، ومُصاحبة الأصدقاء والسهر
معهم، واللعب بأنواع اللعب، وسوف أدرس بعدَ حين، ويَمضِي الوقت سريعًا فلا
يشعُر إلا وقد داهمَه الامتحان، فيندم ولاتَ ساعة مندم!




ويفزَع
عندما تُوزَّع أوراق الأسئلة ويرى نتيجة التسويف ويقول: يا ليتني درستُ
ولم أؤجِّل! ولكنَّ هذا التمنِّي لا يُفِيده ولا ينفعه شيئًا، ويقع فيما
كان يَخشاه.




فإلى العمل، بل إلى المسارعة في العمل الصالح؛ ﴿ وَقُلِ
اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ
بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
﴾ [التوبة: 105].




هذا، وقد عقَد الخطيب البغدادي بابًا في كتابه "اقتضاء العلمِ العملَ" بعنوان: باب ذم التسويف[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد جاء فيه:

قِيلَ لرجلٍ من عبدالقيس: أَوْصِ، فقال: احذروا (سوف).



عن
الحسن: إيَّاك والتسويف؛ فإنَّك بيومك ولست بغَدِك، فإنْ يكنْ لك غد،
فكُنْ في غَدٍ كما كُنتَ في اليوم، وإنْ لم يكن لك غدٌ لم تندمْ على ما
فرَّطت في اليوم.




عن قتادة بن أبي الجلد قال: قرَأتُ في بعض الكتب: إنَّ (سوف) جُندٌ من جُندِ إبليس.



قال يوسف بن أسباط: كتَب إلَيَّ محمد بن سمرة السائح بهذه الرسالة:

أي أخي، إياك وتأمير التسويف على نفسك، وإمكانه من قلبك؛ فإنه محلُّ الكلال، ومَوئِل التلف، وبه تُقطَع الآمال، وفيه تنقَطِع الآجال.



وبادِرْ
يا أخي فإنَّك مُبادَرٌ بك، وأسرع فإنَّك مسروعٌ بك، وجِدَّ فإنَّ الأمرَ
جدٌّ، وتيقَّظ من رقدَتِك، وانتَبِه من غفلَتِك، وتذكَّر ما أسلفتَ
وقصَّرت وفرَّطت وجنيت وعملت، فإنَّه مُثبَت محصى، فكأنَّكَ بالأمر قد
بغتَك فاغتُبِطتَ بما قدَّمت، أو ندمتَ على ما فرَّطت.








[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
طُبِع هذا الكتاب في مصر بعناية الأستاذ الجليل: محمد الغزالي - رحمه الله
- وطُبِع في الشام بعناية الأستاذين الجليلين: علي وناجي الطنطاوي -
رحمهما الله.



[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "سيرة عمر بن عبدالعزيز"؛ لابن عبدالحكم صـ57.


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] "اقتضاء العلمِ العملَ"؛ للخطيب البغدادي، تحقيق: محمد ناصر الدين الألباني، ص113-114.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://3arabia.ahlamontada.net
 
حذروا التسويف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الجزائر العربية :: المنتديات الإسلامية :: الدعوة و الإرشاد-
انتقل الى: