هارون الرشيد Admin
المساهمات : 549 تاريخ التسجيل : 30/03/2012 العمر : 27 الموقع : https://3arabia.ahlamontada.net/u1
| موضوع: على المجتمع أن يترفع عن صفة الذئاب البشرية السبت أبريل 14, 2012 4:07 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله رب العلمين والصلات والسلام على المبعوث رحمة للثقلين.أما بعد
عن أبي حَمْزَةَ أَنسِ بنِ مالكٍ رضي اللهُ عنه خادِم رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حتى يُحِبَّ لأخِيهِ ما يُحِبُّ لِنَفْسه). رَواهُ البُخاري ومُسلم.
إن هناك من الأمور التي لا نعير لها اهتماما ونحسبها هينة وهي عند الله عظيمة بل قد يتوقف عليها الإيمان أو قد ينقص بسببها ،والإنسان في غفلة من ذلك . فهاهو الرسول صلى الله عليه وسلم ينبهنا إلى مثل هذه المنقصات للإيمان المهلكات ومن بين ها ته التنبيهات النبوية الربانية وحرصا منه صلى الله عليه وسلم على المجتمع
حث الفرد كل بعينه على أن لا يقتصر على حب الخير لنفسه فقط بل عليه أن يحب الخير النافع لغيره ويبغض الشر بكل أنواعه سواء لأخيه المسلم أو لغير المسلم وهي قمة الأخلاق الإسلامية ولا سيما في مجال الإيمان كأن يحب للكافر أن يسلم ويؤمن ويكره فيه ويبغض له الكفر مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم (وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما )أو كما قال صلى الله عليه وسلم
ولهذا كان الدعاء بالهداية لغير المسلمين مستحب عند الله
ومن هذا المنطلق أصبح من الواجب على الإنسان أن يعود نفسه على حب الخير للنا س ليكون ذلك برهانا على صدق إيمانه وحسن إسلامه كما يكون زيادة للإيمان والرفع من منزلته إلى أعلى الدرجات
فها هو نور القلوب ودوائها صلى الله عليه وسلم يحثنا على إحياء القلوب والعمل على تحسين أحوالنا والتنفير من الحسد لأنه يتنافى مع كمال الإيمان بل ينقص منه لأن الإيمان إذا تشوه في القلوب وانتفت محبة الخير للناس منه وحل محله الغش والحسد والأنانية وأصبح المجتمع كالذئاب في صفة بشر فعلى الدنيا السلام
لهذا كانت دعوته صلى الله عليه وسلم دائما تهدف إلى أن يتم التعاون بين البشر في تواد وتراحم ومحبة حيث يسعى كل فرد إلى مصلحة المجتمع والسعادة العامة حتى تنتشر المحبة والطمأنينة في القلوب ويقوم التعاون والتضامن بين أفراد المجتمع
ودائما ما نجده صلى الله عليه وسلم يربط ذلك بالإيمان ويجعله خصلة من خصاله
فخلاصة القول أنه لن تتحقق السعادة للبشرية حتى يحب كل فرد في المجتمع للغير ما يحب لنفسه من السعادة والخير والرخاء
وإلى لقاء آخر إن شاء الله {وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
| |
|