الشائعات خطرها عظيم، ولها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع والأمة، كم أشعلت امن حروب، وكم أهلكت من قرى، وكم أبادت من جيوش، وكم أوغرت من غل وحقد في الصدور، وكم خربت من بيوت، وفي عالمنا المعاصر الذي يشهد تطورا تقنيا في وسائل الاتصال، أصبحت الإشاعة أكثر رواجا وأبلغ تأثيرا.
إن بعض وسائل إعلامنا المقروءة والمرئية والمسموعة، وعطشها للحرية والتعبير، قد أضلت الطريق، وجانبت الصواب، زرعت بذور الفتنة، بإثارة البلبة وبث الخوف والفزع بين الناس، والتشكيك والنيل من بعض المسئولين،ونشرهم الإشاعات والأخبار المكذوبة، والتحاليل المغلوطة، واستضافة شخصيات لها أراها وأجنداتها،باسم الشفافية والحرية، في وقت كان من الأفضل تسخير هذه الوسائل الحديثة والاستفادة منها في كل ما يفيد البلاد والعباد في دينهم ودنياهم.
وفي أيام الفتن يعظم الأمر ويزداد الخطب، خصوصا مع فراغ المتلقي وفضوله، فإن الشائعة تسري كالنار في الهشيم، فأصبح المواطن يردد كل ما سمع دون تحقق وتثبيت : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾ [الحجرات: 6].
وعبر صفحات الإنترنت، تجد في كل دقيقة إشاعة وتنتشر بسرعة البرق، وقد استغل هذه التقنية ضعاف النفوس والمفسدون، الذين يريدون زعزعة الأمن، وإثارة البلبلة، وفي الحديث الصحيح(يكون في آخر أمتي أناسٌ دجَّالون كذابون، يحدِّثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم ولا يفتِنونكم))[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وأخرج الإمام مسلم في صحيحه أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قال(كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع))، والشائعات-عباد الله - جريمة ضد أمن المجتمع، وصاحبها مجرم في حق دينه ومجتمعه، مثيرٌ للاضطراب والفوضى، وقد يكون شراً من مروّج المخدرات، فكلاهما يستهدف الإنسان، لكن الاستهداف المعنوي أخطر وأعتى.
عباد الله :- وإن سياسة نقض الحكومة الحالية، خاصة في وسائل الإعلام، وتلفيق التهم لها ورميها بالتقصير، وخلق فجوة وعدم الثقة بينها وبين الرعية، يعرقل مرحلة والبناء والتقدم، كما أن الخطأ وارد والنقص من طبيعة البشر، والنقض البناء ليس عيبا، النقض البناء يهدف إلى البناء والإصلاح، وليس إلى الهدم والإفساد.
وإذا نظرنا إلى الحكومة الحالية،فإنها حديثة العهد، لم يمضي عليها سوى بضعة شهور، ومدتها قصيرة جدا، وقد وجدت تركة كبيرة من الفساد الإداري والاقتصادي والاجتماعي، بل إن بعض الوزارات تمارس مهامها ولا تملك مبنى إداريا، حتى قال بعض الوزراء عن وزارته كأنك تحي ميتا.
فليس من المعقول أن نطالبها في هذا الزمن القياسي بفعل المستحيل، في بلد دمرته الحرب، وانتشرت فيه الأسلحة، ومؤسسات الدولة منتهية، وكيف نطالبها بتحقيق الأمن والعيش السعيد،