المساهمات : 549 تاريخ التسجيل : 30/03/2012 العمر : 27 الموقع : https://3arabia.ahlamontada.net/u1
موضوع: في ظلال اية(العدد11)مع الاية{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاج الجمعة أبريل 13, 2012 3:31 pm
الحمد لله وحده نحمده و نشكره و نستعينه و نستغفره و نعود بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ... ...من يهده الله فلا مظل له و من يظلل فلن تجد له ولياً مرشدا ...
...و أشهد ألا إلاه إلا الله وحده لا شريك له و أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه و سلم ... ... و على آله و صحبه أجمعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... ...ربنا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الخبير ... ...ربنا لا فهم لنا إلا ما فهمتنا إنك أنت الجواد الكريم ... ...ربي اشرح لي صدري و يسر لي أمري و احلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ... ...أما بعد ...
فهذه سلسلة مباركة نسأل الله من خلالها الاجر و التواب نختص بالذكر من خلالها في كل عدد حول اية كان لها وقع كبير على المسلمين و ما زال أسألكم من خلالها الدعاء و ارجو ان تكون في المستوى
الزواج نعمة كبيرة وآية عظيمة من آيات الله، وهو من آيات الله الدالة على عظمته وكمال قدرته حكمته العظيمة، وعلمه المحيط، فجعل لنا من أنفسنا من نأنس به ونسكن إليه، كما قال تعالى: (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها)
فمعنى (من أنفسكم) يعني بذلك حواء. وهو معنى قول قتادة.
وهناك قول بأن المعنى جعل لكم آدميات مثلكم ولم يجعلهن من غير جنسكم كما قاله الكلبي وتأمل كيف لو أنه تعالى جعل بني آدم كلهم ذكورا وجعل إناثهم من جنس آخر من غيرهم إما من جان أو حيوان فهل يحصل الائتلاف بين الجنسين؟
إن أول ارتفاق الرجل بالمرأة سكونه إليها مما فيه من غليان القوة التي وهبها الله إياه وذلك أن الرجل أصله من الأرض وفيه قوة الأرض وفيه الفرج الذي منه بدئ خلقه فيحتاج إلى سكن وخلقت المرأة سكنا للرجل. قال الله تعالى: (ومن آياته أن خلقكم من تراب) الآية وقال: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) وذلك أن الفرج إذا تحمل فيه هيج ماء الصلب إليه فإليها يسكن وبها يتخلص من الهياج وللرجال خلق البضع البضع منهن. قال الله تعالى: (وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم) فأعلم الله عز وجل الرجال أن ذلك الموضع خلق منهن للرجال فعليها بذله في كل وقت يدعوها الزوج فإن منعته فهي ظالمة وفي حرج عظيم ويكفيك من ذلك ما ثبت في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشها فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها) (وفي لفظ آخر (إذا باتت المرأة هاجرة فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)
وليست هذه النعمة متمثلة فقط في السكن لا بل جعل الله المودة والرحمة، فالرجل يمسك المرأة أما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد أو محتاجة إليه في الإنفاق أو للألفة بينهما وغير ذلك...
ولعلك تتساءل ما معنى المودة، الرحمة.
والجواب: قد فسر أهل العلم ذلك واختلفوا في معناه فمنهم من قال المراد بالمودة الجماع وبالرحمة الولد كما قاله ابن عباس ومجاهد وقاله كذلك الحسن.
وقيل: المودة والرحمة عطف قلوبهم بعضهم على بعض.
وقال السدي المودة المحبة والرحمة الشفقة، وروي معناه عن بن عباس رضي الله عنهما قال: المودة حب الرجل امرأته والرحمة رحمته إياها أن يصيبها بسوء.
إن في هذه النعمة التي منحها الله لعباده وحصل بها الاستمتاع واللذة والمنفعة بوجود الأولاد وتربيتهم، والسكون إليها، لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} يُعملون أفكارهم ويتدبرون آيات اللّه وينتقلون من شيء إلى شيء.
انظر تفسير هذه الآية الكريمة في تفسير ابن كثير، والقرطبي، وفتح القدير، وابن الجوزي، وابن سعدي.